اكتب هذه الكلمات، راجيا من الله العلي العظيم أن يوفقنا لخدمة الدين، وتأييد السالكين، وأجابة دعوة المضطرين في الطريق إلى ديان الدين رب العالمين.. والوصول إلى النور المبين، وعين اليقين، والصراط المستقيم، كنز العارفين، وغياث المستغيثين ؛ محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
لتناغم الإشارات، وانهمال العبرات بين يدي موجد الموجودات، وحتى تكمل الصلوات الخمس، وتكون درة مثل الشمس، وحتى تكون صلاتك معراجك ودوائك في داء ك :
يجب أن تكون أبريق فضة من جسدك وعقلك وروحك ونفسك وقلبك، لأن الله أوجدك نورا، فجعل النور ينبثق فيهم حتى يتممه لك ربك.
راقب نفسك : قولا، وفعلا، مرقبة الحبيب الذي لا يريد أن يبعده شيء عن محبوبه.. فيخاف ِأن يكدر خاطره بشيء، أو أن يزيل محبته من قلبه.. أوجد حب ربك، بأن تتعرف عليه حتى تحبه، فإنك كلما عرفته أكثر ؛ زادت محبتك له أكثر.. ثم قم بما يلي :
أولا : إذا أردت التوجه إلى الحق، ولقاء حبيبك القريب منك دائما : إن شعرت به، نظف لباسك وتعطر، وكأنك ذاهب إلى مجلس يحوي ملايين من الناس، فتحب أن تكون بمظهر حسن، وريح طيب كن بكامل أدبك.
ثانياً : أطرد الشيطان من المكان الذي تصلي فيه، بقراء ة آية الكرسي 3، لأنها العنبر الأشهب على شياطين الجن والإنس.
رابعاً : اطرد شيطان نفسك، بأن : تسجد قبل الصلاة سجدة العبد الذليل، وتغمض عينيك وتقول : (أي رب!.. أي رب!.. ياالله!.. 7 يارب!.. حتى يطرد شيطان نفسك، فتنكبس نفسك الحيوانية، وتشتعل نفسك القدسية، أو النفس الكلية.. وتذكر بأن :
ربك بعيد، تريد الوصول إليه.. وقريب، خائفا من هيبته.. وعادل، خائفا من بطشه، فاستدرج عطفه، وهو العطوف بقولك : يارب!.. يالله!.. يا من هو هو!.. يا من لا هو إلا هو!.. يا من لا يعلم ما هو إلا هو!.. يالله!.. إلخ
بذلك ينبثق النور في قلبك، فقم لاستقبال فيضك، وقل : الحمد لله!..
خامساً : أقرأ ما يجلب لك نفسك الكلية، بأن تقول مثلا : (وقف العبد المسيء بين يدي مولاه)، (وقفت بين يدي ربي)، (وقفت سفينة المساكين على ساحل بحر جودك وكرمك).
سادساً : استأذن وكأنك داخل إلى أحد الحضرات المقدسة، بشكل مبسط.
سابعأ : أجعل مولاك صاحب الزمان، هو بابك في معراجك، بأن تكلمه في جوفك أو بلسانك بما تريد.
ثامناً : جهز نفسك للرحيل والتحليق إلى نقطة الإمكان، والسفر إلى العالم الأول، بأن تقرأ الإقامة، ثم تفتح السموات والأراضين بقولك سبعا : سبحان الله!.. وسبعاً : الحمد لله!.. وسبعاً : لا إله إلا الله!.. وسبعاً : الله أكبر!.. وتجعل السابعة هي تكبيرة الإحرام.
تاسعاً : وبعد الدخول في النقطة، عليك أن تخصع قلبك إلى إرادتك، بأن تفكر في ربك.. فتحدث نفسك في كل الأوقات من صلاة وغيرها مثلاً : (أنا أحب ربي)!.. (يالله ما أحلى محبتك)!.. (ما ألذ القرب بين يديك)!.. (ما أجمل أن يكون المرء ساهرا معك)!.. وأنت تعلم أن الله يحبك أكثر من محبتك له.
عاشراً : حين قراء ة (بسم الله الرحمن الرحيم) أعلم أنه بذلك انفتح لك الباب للولوج إلى الحضرة القدسية.. أقرأها على مهل، وحاول أن تكسر قلبك، وتستعطف ذاتك، وتلهم نفسك أنك واقف في حضرة قدس، وأن عيب عليك أن تفكر إلا فيما تقول.
الحادي عشر : حتى تصطلي بنار العشق والوله، أقرأ الإخلاص حتى تخلص نفسك - بفتح التاء واللام - وتخلص نفسك - بضم اللام - من روابط ذاتك، بذلك أخذت من قبسها ودخلت مقام أدبها.
الثاني عشر : في الركوع حاول أن تكون أكثر أدب، وكأنك تقول لربك : إلهي!.. هذه رقبتي تحت حد سيفك، فإن عفوت عنها، فمن عندك.. وإن عاقبتها، فبعدلك.. وحين ترفع تقل : الحمد لله رب العالمين ؛ لأنه نجاك من الظلمات إلى النور.. فتسجد كما سجدت في عالم النور.. وأطل في السجود، وكذلك في بقية المقامات، حتى تعطي كل موقف منها حقه، لأنها أسرار ومقامات، لو عرفتها لذقت حلاوتها، وشربت من ماء ها وعسلها.. لأن الضيف إذا حل المدينة، لابد من الكريم تقديم الضيافه له فافهم!..
الثالث عشر : حين ترفع يديك للقنوت، نكس رأسك، ولا تخاطب ربك ورأسك مرفوع ؛ لأن في ذلك قلة حياء في بعض الأحيان، ثم تكلم بدعاء ينم عن خطاب، وليس دعاء لطلب حاجة ؛ لأن الله أعلم بحاجتك.. وكلما كان دعاؤك مسموعا من القرب، كان أقوى.. كأن تخاطب - مثلا - رجلا كلما قربت من أذنه كان أبلغ في السمع (التشبيه مجازي) لأنه الجليل، لا يصور بأي شكل إلا أنه للتوضيح فقط - مثلاً - أقرأ الذكر اليونسي.
الرابع عشر : بعد الانتهاء من الصلاة والتسليم والتكبير، للنزول إلى العالم الثالث بجلسة لا إله إلا الله.. أنظر إلى نفسك، بأنك وصلت دار العناء ثانية ً، وتمنى بأن الصلاة لم تنته.
أسأل من الله أن يرزق المؤمنين والمؤمنات محبته، وأن يزرع أشجار الشوق إليه.
منقول من شبكة السراج في الطريق الى الله